حتى الفقهاء يبحثون على غوغل
إن الثورة التكنولوجية والإعلامية اخترقت بقوتها كل المجالات بما فيها المجال الديني، فلم يعد الفقيه أو رجل الدين يستعمل الكتب والمراجع الثقيلة فقط، بل صار منفتحا على محركات البحث للتنقيب عن النصوص ومقارنة كلام الأولين بالآخرين والاطلاع على كلام أقرانه وأساتذته. وأصبح للفقهاء مواقع وصفحات وقنوات على الإنترنت، مما وسع انتشارهم وسهل تواصلهم مع الجمهور وأغناهم عن التنقل المستمر بين المساجد والسفر بين البلدان. وانتشر لدى جمهور الدول ذات الغالبية المسلمة الاطلاع على جديد المحاضرات الدينية والفتاوى على الإنترنت لسهولة الأمر، وبدأ الاتجاه نحو توجيه الأسئلة للفقهاء عن طريق مواقعهم الشخصية ونشر ردودهم، وصارت تعرض عليهم أسئلة في شتى الميادين وبحرية أكبر، لعدم وجود حرج التواصل المباشر أو تعذره. لكن انتشار الفتاوى والمواد الإعلامية ذات الطابع الديني على الإنترنت مهد لانتشار الفتاوى الشاذة وأفكار تعد الشباب للتطرف، وسحبت الإنترنت البساط من بين الدول وجعلتها غير قادرة كما كانت على السيطرة على هذا الحقل الحيوي. على مر تاريخ الدول ذات الغالبية المسلمة، كانت للسلطة المركزية اليد الطولى في نشر الم