العبدي، سيد السخرية على فيسبوك المغرب

العبدي، سيد السخرية على فيسبوك المغرب




شديد السخرية من الأحداث الوطنية و الدولية، غزير الكتابة  في العالم الأزرق، كتاباته تتميز بالإبداع و عدم التقيد بأي خطوط حمراء أو صفراء أو من أي لون آخر. لا تجده متحمسا لأي جهة أو أيديولوجية، فهو يسخر من الجميع و يسخر من نفسه عندما تقتضي الضرورة. 


إنه عبد العزيز العبدي، حاصل على إجازة جامعية في الاقتصاد، و يعمل في تجارة الرخام، متزوج و أب لطفلين. له كتب يوزعها بنفسه، لكنه يعتبر التدوين على الفيسبوك حياته الثانية  كما صرح لأحد الصحفيين ، حيث ينشر  تصوراته حول الأحداث الوطنية و الاجتماعية  التي تكون في الغالب في طابع هزلي و نقدي، لكنها تخفي فهما عميقا للواقع السياسي و الاجتماعي في المغرب. 


من أمثلة سخريته ، تعليقه على الأحداث التي تعرفها الساحة السياسية المغربية، ففي خضم الضجة التي عرفتها وسائل الإعلام الإلكترونية حول الهواتف الفاخرة التي تم توزيعها على البرلمانيين المغاربة، و صرفت عليهم ملايين طائلة في ظل ضروف صعبة يمر بها المغرب، تحت ذريعة الزيادة في مردوديتهم، كتب معلقا  على الضجة التي عرفها الفيسبوك بعد نشر الخبر : 

"كل التضامن مع البرلمانيين الذين يتعرضون لحملة تشويه خسيسة بسبب ايفونات لا تساوي شيئا.

شعب جيعان الله يستر" 

المتابع لمنشوراته الساخرة و تعليقاته المستهزئة بكثير من الشخصيات المشهورة يلاحظ أنه يستعمل لغة تغلب عليها الصراحة إلى حد بعيد. فهو ينتقد حتى نفسه، و لا يجد حرجا في استعمال كلمات متداولة في قاموس الشارع المغربي، يتحرج معضم الكتاب في  نشرها على صفحاتهم، مما يزعج بعض متابعيه و تلقى في الجانب الاخر استحسان كثيرين ممن يجدونه يبتعد عن لغة النفاق. 

رغم سخرية منشوراته و عدم مبالاته أو حتى عدميته كما يحب أن يسميها هو بنفسه، فللرجل حس إنساني فائق الرقة، يظهر في كثير من منشوراته التي ينسجها بمستوى أدبي حسن، يدركه من يتذوق الأدب. و في هذا المقطع يصف صورة رجل كبير السن يشارك في مسيرة :


"حين يسير هذا الشيخ في مسيرة تضامنية وفي سيرورة حراك يعرفه الريف،  فهذا يعني أن زمنا آخر يولد في هذا الوطن....
في خريف العمر، وبلباس رث ونظرة  ثاقبة وحزينة نحو أرض لم تمنحه  خلال عمره الطويل ما يجعله منشرحا، يمشي نحو أمل آخر، ربما ليس من أجله ولكن من أجل نسله، أبناءه وبناته....
حين يسير هذا الشيخ على إسفلت رمادي، على الآخرين أن يستحيوا، أن يخجلوا من كينونتهم على أرض هذا البلد...."

يتابع عبد العزيز العبدي عشرات الآلاف من المتابعين المغاربة على حسابه الشخصي ، فهو يخاطب فئة معينة تقدس الحرية و الكرامة و تثور على أي نوع من الاستعباد أو الاستلاب تحت أي مبرر كان ديني أو ايديولوجي أو مجتمعي. و تأسس لمشهد اعلامي جديد على الإنترنت يعبر بشكل مختلف عن جزء من المجتمع المغربي المعاصر. 

Comments

Popular posts from this blog

حتى الفقهاء يبحثون على غوغل

أزمة قطر ومصيبتنا نحن

ما أحوج الجمهور إلى شيء من الاحترام